كتاب صفات العميان في القرآن الكريممكتبة تحميل الكتب مجانا

كتاب صفات العميان في القرآن الكريم

الحمد لله الذي القائل : ﴿ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ .. والصلاة والسلام الأتمين على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد : فقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز العميان، وليس المقصود بهم هنا عميان العينين، بل عميان القلوب والعقول، قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (١٧٩) ﴾ [الأعراف/١٧٩] ولقد خلقنا للنار -التي يعذِّب الله فيها مَن يستحق العذاب في الآخرة - كثيرًا من الجن والإنس، لهم قلوب لا يعقلون بها، فلا يرجون ثوابًا ولا يخافون عقابًا، ولهم أعين لا ينظرون بها إلى آيات الله وأدلته، ولهم آذان لا يسمعون بها آيات كتاب الله فيتفكروا فيها، هؤلاء كالبهائم التي لا تَفْقَهُ ما يقال لها، ولا تفهم ما تبصره، ولا تعقل بقلوبها الخير والشر فتميز بينهما، بل هم أضل منها; لأن البهائم تبصر منافعها ومضارها وتتبع راعيها، وهم بخلاف ذلك، أولئك هم الغافلون عن الإيمان بالله وطاعته. وهؤلاء لا يستمعون لدعوة الحق ولا يسمعونها، بل ويحاربونها بكل ما أوتوا من قوة. وقد قسمته لثلاثة أبواب : الباب الأول - صفات العميان وتحته عشرون مبحثاً الباب الثاني - نتائج العمى وتحته سبعة مباحث الباب الثالث- علاج العمى وتحته تسعة مباحث هذا وقد قمت بتفسيرها بشكل مختصر، من أمهات كتب التفسير بما يدلُّ على المراد منها، ولم أجعله تفسيرا مطولا. قال تعالى : ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (١٢٣) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (١٢٤) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (١٢٥) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (١٢٦) ﴾ [طه/١٢٣-١٢٦] سائلا المولى أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن يبعدنا عن العمى وأن يهدينا سواء السبيل، وأن ينفع به كاتبه وقارئه وناقله وناشره في الدارين. تعريف العمى قال الراغب في مفردات القرآن : عمى - العمى يقال في افتقاد البصر والبصيرة، ويقال في الأول: أعمى، وفي الثاني: أعمى وعم، وعلى الأول قوله: ؟أن جاءه الأعمى؟ [عبس/٢]، وعلى الثاني ما ورد من ذم العمى في القرآن نحو قوله: ؟صم بكم عمي؟ [البقرة/ ١٨]، وقوله: ؟فعموا وصموا؟ [المائدة/٧١]، بل لم يعد افتقاد البصر في جنب افتقاد البصيرة عمى حتى قال: ؟فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور؟ [الحج/٤٦]، وعلى هذا قوله: ؟الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري؟ [الكهف/١٠١]، وقال: ؟ليس على الأعمى حرج؟ [الفتح/ ١٧]، وجمع أعمى عمي وعميان. قال تعالى: ؟بكم عمي؟ [البقرة/١٧١]، ؟صما وعميانا؟ [الفرقان/٧٣]، وقوله: ؟ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا؟ [الإسراء/٧٢]، فالأول اسم الفاعل، والثاني قيل: هو مثله، وقيل: هو أفعل من كذا، الذي للتفضيل لأن ذلك من فقدان البصيرة، ويصح أن يقال فيه: ما أفعله، وهو أفعل من كذا، ومنهم من حمل قوله تعالى: ؟ومن كان في هذه أعمى؟ [الإسراء/٧٢]، على عمى البصيرة والثاني على عمى البصر، وإلى هذا ذهب أبو عمرو (هو أبو عمرو بن العلاء توفي سنة ١٥٤. انظر: ترجمته في بغية الوعاة ٢/٢٣١؛ وانظر: قول أبي عمرو هذا في البصائر ٤/١٠٣. قال الدمياطي: وقرأ أبو عمرو بإمالة الأول محضة بكونه ليس أفعل تفضيل، وفتح الثاني لأنه للتفضيل، ولذا عطف عليه: و(أضل). انظر: الإتحاف ص ٢٨٥.وهو عكس ما قاله الراغب)، فأمال الأولى لما كان من عمى القلب، وترك الإمالة في الثاني لما كان اسما، والاسم أبعد من الإمالة. قال تعالى: ؟ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ؟ [فصلت/٤٤]، ؟إنهم كانوا قوما عمين؟ [الأعراف/٦٤]، وقوله: ونحشره يوم القيامة أعمى؟ [طه/١٢٤]، ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما؟ [الإسراء/٩٧]، فيحتمل لعمى البصر والبصيرة جميعا. وعمي عليه، أي: اشتبه حتى صار بالإضافة إليه كالأعمى قال: ؟فعميت عليهم الأنباء يومئذ؟ [القصص/٦٦] وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم؟ [هود/٢٨]. والعماء: السحاب، والعماء: الجهالة، وعلى الثاني حمل بعضهم ما روي أنه [قيل: أين كان ربنا قبل أن خلق السماء والأرض؟ قال: في عماء تحته عماء وفوقه عماء] (الحديث عن أبي رزين العقيلي قال: قلت: يا رسول الله، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: (كان في عماء ما تحته هواء، وما فوقه هواء، وخلق عرشه على الماء). أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن، وقال ابن العربي: قد رويناه من طرقه، وهو صحيح سندا ومتنا.انظر: عارضة الأحوذي ١١/٢٧٣؛ وأخرجه أحمد في المسند ٤/١١؛ وابن ماجه ١/٦٤)، قال: إن ذلك إشارة إلى أن تلك حالة تجهل، ولا يمكن الوقوف عليها، والعمية: الجهل، والمعامي: الأغفال من الأرض التي لا أثر بها.
علي بن نايف الشحود -  علي بن نايف الشحود مكان الميلاد وتاريخه : سوريا –حمص – ريف حمص 16/7/1956 م التحصيل العلمي : لسانس التخصص العام: شريعة ، الشهادات العلمية : إجازة بالشريعة من جامعة دمشق عام 1984 م ، الخبرات العلمية ، خطيب منذ عام 1976 م في أماكن كثيرة ، مدرس في المساجد سائر العلوم الإسلامية منذ عام 1976 م، مدرس للتربية الإسلامية في ثانويات حمص ما بين عام 1984- 1991 م وما بين 1996-1999 م ،مدرس للتربية الإسلامية في الإمارات أبو ظبي ما بين 1991- حتى 1996 م ،ومدرس في المدارس الخاصة ما بين عامي 2000و2001م ، مدرس العلوم العربية والعلوم  الشرعية في إقليم بمناهج المدارس الدينية الثانوية منذ عام 2002 م وحتى تاريخه  مشارك في وضع مناهج مدارس تحفيظ القرآن بالإمارات ، وكذلك في منهاج التربية الإسلامية للمدارس الإعدادية والثانوية ،مشارك في وضع منهاج اللغة العربية للسنة الأولى والثانية في المدارس الدينية في إقليم بمناهج كثير من الكتب الدينية واللغوية في المدارس الدينية في إقليم بمناهج،مشارك في كثير من المنتديات على النت ولاسيما ملتقى أهل الحديث وصيد الفوائد ومشكاة ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ موسوعة الخطب المنبرية (1) ❝ ❞ علم أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف ❝ ❞ المهذب في حق المسلم على المسلم ❝ ❞ سبل السعادة الزوجية ❝ ❞ المنهاح النبوي في تربية الأطفال ❝ ❞ المنهاج النبوي في تربية الأطفال ❝ ❞ الخلاصة في علوم البلاغة ❝ ❞ تربية الأولاد في الإسلام للنابلسي ❝ ❞ قصة أصحاب القرية دروس و عبر ❝ الناشرين : ❞ دار المعارف ❝ ❞ دار الحديث - القاهرة ❝ ❞ دار عمار ❝ ❞ موقع نصرة رسول الله ❝ ❞ المجمع الأسلامي العلمي ❝ ❞ دار المعمور ❝ ❱
من دروس قرآنية - مكتبة .

وصف الكتاب : الحمد لله الذي القائل : ﴿ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ..

والصلاة والسلام الأتمين على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد :

فقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز العميان، وليس المقصود بهم هنا عميان العينين، بل عميان القلوب والعقول، قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (١٧٩) ﴾ [الأعراف/١٧٩]

ولقد خلقنا للنار -التي يعذِّب الله فيها مَن يستحق العذاب في الآخرة - كثيرًا من الجن والإنس، لهم قلوب لا يعقلون بها، فلا يرجون ثوابًا ولا يخافون عقابًا، ولهم أعين لا ينظرون بها إلى آيات الله وأدلته، ولهم آذان لا يسمعون بها آيات كتاب الله فيتفكروا فيها، هؤلاء كالبهائم التي لا تَفْقَهُ ما يقال لها، ولا تفهم ما تبصره، ولا تعقل بقلوبها الخير والشر فتميز بينهما، بل هم أضل منها; لأن البهائم تبصر منافعها ومضارها وتتبع راعيها، وهم بخلاف ذلك، أولئك هم الغافلون عن الإيمان بالله وطاعته.

وهؤلاء لا يستمعون لدعوة الحق ولا يسمعونها، بل ويحاربونها بكل ما أوتوا من قوة.

وقد قسمته لثلاثة أبواب :

الباب الأول - صفات العميان
وتحته عشرون مبحثاً
الباب الثاني - نتائج العمى
وتحته سبعة مباحث
الباب الثالث- علاج العمى
وتحته تسعة مباحث

هذا وقد قمت بتفسيرها بشكل مختصر، من أمهات كتب التفسير بما يدلُّ على المراد منها، ولم أجعله تفسيرا مطولا.

قال تعالى : ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (١٢٣) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (١٢٤) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (١٢٥) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (١٢٦) ﴾ [طه/١٢٣-١٢٦]

سائلا المولى أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن يبعدنا عن العمى وأن يهدينا سواء السبيل، وأن ينفع به كاتبه وقارئه وناقله وناشره في الدارين.

تعريف العمى
قال الراغب في مفردات القرآن :

عمى

- العمى يقال في افتقاد البصر والبصيرة، ويقال في الأول: أعمى، وفي الثاني: أعمى وعم، وعلى الأول قوله: ؟أن جاءه الأعمى؟ [عبس/٢]، وعلى الثاني ما ورد من ذم العمى في القرآن نحو قوله: ؟صم بكم عمي؟ [البقرة/ ١٨]، وقوله: ؟فعموا وصموا؟ [المائدة/٧١]، بل لم يعد افتقاد البصر في جنب افتقاد البصيرة عمى حتى قال: ؟فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور؟ [الحج/٤٦]، وعلى هذا قوله: ؟الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري؟ [الكهف/١٠١]، وقال: ؟ليس على الأعمى حرج؟ [الفتح/ ١٧]، وجمع أعمى عمي وعميان.

قال تعالى: ؟بكم عمي؟ [البقرة/١٧١]، ؟صما وعميانا؟ [الفرقان/٧٣]، وقوله: ؟ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا؟ [الإسراء/٧٢]، فالأول اسم الفاعل، والثاني قيل: هو مثله، وقيل: هو أفعل من كذا، الذي للتفضيل لأن ذلك من فقدان البصيرة، ويصح أن يقال فيه: ما أفعله، وهو أفعل من كذا، ومنهم من حمل قوله تعالى: ؟ومن كان في هذه أعمى؟ [الإسراء/٧٢]، على عمى البصيرة والثاني على عمى البصر، وإلى هذا ذهب أبو عمرو (هو أبو عمرو بن العلاء توفي سنة ١٥٤. انظر: ترجمته في بغية الوعاة ٢/٢٣١؛ وانظر: قول أبي عمرو هذا في البصائر ٤/١٠٣.

قال الدمياطي: وقرأ أبو عمرو بإمالة الأول محضة بكونه ليس أفعل تفضيل، وفتح الثاني لأنه للتفضيل، ولذا عطف عليه: و(أضل). انظر: الإتحاف ص ٢٨٥.وهو عكس ما قاله الراغب)، فأمال الأولى لما كان من عمى القلب، وترك الإمالة في الثاني لما كان اسما، والاسم أبعد من الإمالة. قال تعالى: ؟ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ؟ [فصلت/٤٤]، ؟إنهم كانوا قوما عمين؟ [الأعراف/٦٤]، وقوله: ونحشره يوم القيامة أعمى؟ [طه/١٢٤]، ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما؟ [الإسراء/٩٧]، فيحتمل لعمى البصر والبصيرة جميعا. وعمي عليه، أي: اشتبه حتى صار بالإضافة إليه كالأعمى قال: ؟فعميت عليهم الأنباء يومئذ؟ [القصص/٦٦]

وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم؟ [هود/٢٨]. والعماء: السحاب، والعماء: الجهالة، وعلى الثاني حمل بعضهم ما روي أنه [قيل: أين كان ربنا قبل أن خلق السماء والأرض؟ قال: في عماء تحته عماء وفوقه عماء] (الحديث عن أبي رزين العقيلي قال: قلت: يا رسول الله، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: (كان في عماء ما تحته هواء، وما فوقه هواء، وخلق عرشه على الماء). أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن، وقال ابن العربي: قد رويناه من طرقه، وهو صحيح سندا ومتنا.انظر: عارضة الأحوذي ١١/٢٧٣؛ وأخرجه أحمد في المسند ٤/١١؛ وابن ماجه ١/٦٤)، قال: إن ذلك إشارة إلى أن تلك حالة تجهل، ولا يمكن الوقوف عليها، والعمية: الجهل، والمعامي: الأغفال من الأرض التي لا أثر بها.

للكاتب/المؤلف : علي بن نايف الشحود .
دار النشر : .
عدد مرات التحميل : 8952 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الأحد , 24 مارس 2019م.
حجم الكتاب عند التحميل : 304 كيلوبايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

الحمد لله الذي القائل : ﴿ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (١٩) ﴾ [الرعد/١٩]
والصلاة والسلام الأتمين على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد :
فقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز العميان، وليس المقصود بهم هنا عميان العينين، بل عميان القلوب والعقول، قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (١٧٩) ﴾ [الأعراف/١٧٩]
ولقد خلقنا للنار -التي يعذِّب الله فيها مَن يستحق العذاب في الآخرة - كثيرًا من الجن والإنس، لهم قلوب لا يعقلون بها، فلا يرجون ثوابًا ولا يخافون عقابًا، ولهم أعين لا ينظرون بها إلى آيات الله وأدلته، ولهم آذان لا يسمعون بها آيات كتاب الله فيتفكروا فيها، هؤلاء كالبهائم التي لا تَفْقَهُ ما يقال لها، ولا تفهم ما تبصره، ولا تعقل بقلوبها الخير والشر فتميز بينهما، بل هم أضل منها; لأن البهائم تبصر منافعها ومضارها وتتبع راعيها، وهم بخلاف ذلك، أولئك هم الغافلون عن الإيمان بالله وطاعته.
وهؤلاء لا يستمعون لدعوة الحق ولا يسمعونها، بل ويحاربونها بكل ما أوتوا من قوة.
وقد قسمته لثلاثة أبواب :
الباب الأول - صفات العميان
وتحته عشرون مبحثاً
الباب الثاني - نتائج العمى
وتحته سبعة مباحث
الباب الثالث- علاج العمى
وتحته تسعة مباحث
هذا وقد قمت بتفسيرها بشكل مختصر، من أمهات كتب التفسير بما يدلُّ على المراد منها، ولم أجعله تفسيرا مطولا.
قال تعالى : ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (١٢٣) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (١٢٤) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (١٢٥) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (١٢٦) ﴾ [طه/١٢٣-١٢٦]
سائلا المولى أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن يبعدنا عن العمى وأن يهدينا سواء السبيل، وأن ينفع به كاتبه وقارئه وناقله وناشره في الدارين.
جمع وإعداد
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
في ١٧ رمضان ١٤٢٩ هـ الموافق ل ١٧/٩/٢٠٠٨ م
- - - - - - - - - - - - - - -
تعريف العمى
قال الراغب في مفردات القرآن :
عمى
- العمى يقال في افتقاد البصر والبصيرة، ويقال في الأول: أعمى، وفي الثاني: أعمى وعم، وعلى الأول قوله: ؟أن جاءه الأعمى؟ [عبس/٢]، وعلى الثاني ما ورد من ذم العمى في القرآن نحو قوله: ؟صم بكم عمي؟ [البقرة/ ١٨]، وقوله: ؟فعموا وصموا؟ [المائدة/٧١]، بل لم يعد افتقاد البصر في جنب افتقاد البصيرة عمى حتى قال: ؟فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور؟ [الحج/٤٦]، وعلى هذا قوله: ؟الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري؟ [الكهف/١٠١]، وقال: ؟ليس على الأعمى حرج؟ [الفتح/ ١٧]، وجمع أعمى عمي وعميان. قال تعالى: ؟بكم عمي؟ [البقرة/١٧١]، ؟صما وعميانا؟ [الفرقان/٧٣]، وقوله: ؟ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا؟ [الإسراء/٧٢]، فالأول اسم الفاعل، والثاني قيل: هو مثله، وقيل: هو أفعل من كذا، الذي للتفضيل لأن ذلك من فقدان البصيرة، ويصح أن يقال فيه: ما أفعله، وهو أفعل من كذا، ومنهم من حمل قوله تعالى: ؟ومن كان في هذه أعمى؟ [الإسراء/٧٢]، على عمى البصيرة والثاني على عمى البصر، وإلى هذا ذهب أبو عمرو (هو أبو عمرو بن العلاء توفي سنة ١٥٤. انظر: ترجمته في بغية الوعاة ٢/٢٣١؛ وانظر: قول أبي عمرو هذا في البصائر ٤/١٠٣.
قال الدمياطي: وقرأ أبو عمرو بإمالة الأول محضة بكونه ليس أفعل تفضيل، وفتح الثاني لأنه للتفضيل، ولذا عطف عليه: و(أضل). انظر: الإتحاف ص ٢٨٥.وهو عكس ما قاله الراغب)، فأمال الأولى لما كان من عمى القلب، وترك الإمالة في الثاني لما كان اسما، والاسم أبعد من الإمالة. قال تعالى: ؟ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ؟ [فصلت/٤٤]، ؟إنهم كانوا قوما عمين؟ [الأعراف/٦٤]، وقوله: ؟ونحشره يوم القيامة أعمى؟ [طه/١٢٤]، ؟ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما؟ [الإسراء/٩٧]، فيحتمل لعمى البصر والبصيرة جميعا. وعمي عليه، أي: اشتبه حتى صار بالإضافة إليه كالأعمى قال: ؟فعميت عليهم الأنباء يومئذ؟ [القصص/٦٦]، ؟وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم؟ [هود/٢٨]. والعماء: السحاب، والعماء: الجهالة، وعلى الثاني حمل بعضهم ما روي أنه [قيل: أين كان ربنا قبل أن خلق السماء والأرض؟ قال: في عماء تحته عماء وفوقه عماء] (الحديث عن أبي رزين العقيلي قال: قلت: يا رسول الله، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: (كان في عماء ما تحته هواء، وما فوقه هواء، وخلق عرشه على الماء). أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن، وقال ابن العربي: قد رويناه من طرقه، وهو صحيح سندا ومتنا.انظر: عارضة الأحوذي ١١/٢٧٣؛ وأخرجه أحمد في المسند ٤/١١؛ وابن ماجه ١/٦٤)، قال: إن ذلك إشارة إلى أن تلك حالة تجهل، ولا يمكن الوقوف عليها، والعمية: الجهل، والمعامي: الأغفال من الأرض التي لا أثر بها.



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل صفات العميان في القرآن الكريم
علي بن نايف الشحود
علي بن نايف الشحود
Ali Bin Nayef Al Shahoud
 علي بن نايف الشحود مكان الميلاد وتاريخه : سوريا –حمص – ريف حمص 16/7/1956 م التحصيل العلمي : لسانس التخصص العام: شريعة ، الشهادات العلمية : إجازة بالشريعة من جامعة دمشق عام 1984 م ، الخبرات العلمية ، خطيب منذ عام 1976 م في أماكن كثيرة ، مدرس في المساجد سائر العلوم الإسلامية منذ عام 1976 م، مدرس للتربية الإسلامية في ثانويات حمص ما بين عام 1984- 1991 م وما بين 1996-1999 م ،مدرس للتربية الإسلامية في الإمارات أبو ظبي ما بين 1991- حتى 1996 م ،ومدرس في المدارس الخاصة ما بين عامي 2000و2001م ، مدرس العلوم العربية والعلوم  الشرعية في إقليم بمناهج المدارس الدينية الثانوية منذ عام 2002 م وحتى تاريخه  مشارك في وضع مناهج مدارس تحفيظ القرآن بالإمارات ، وكذلك في منهاج التربية الإسلامية للمدارس الإعدادية والثانوية ،مشارك في وضع منهاج اللغة العربية للسنة الأولى والثانية في المدارس الدينية في إقليم بمناهج كثير من الكتب الدينية واللغوية في المدارس الدينية في إقليم بمناهج،مشارك في كثير من المنتديات على النت ولاسيما ملتقى أهل الحديث وصيد الفوائد ومشكاة  ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ موسوعة الخطب المنبرية (1) ❝ ❞ علم أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف ❝ ❞ المهذب في حق المسلم على المسلم ❝ ❞ سبل السعادة الزوجية ❝ ❞ المنهاح النبوي في تربية الأطفال ❝ ❞ المنهاج النبوي في تربية الأطفال ❝ ❞ الخلاصة في علوم البلاغة ❝ ❞ تربية الأولاد في الإسلام للنابلسي ❝ ❞ قصة أصحاب القرية دروس و عبر ❝ الناشرين : ❞ دار المعارف ❝ ❞ دار الحديث - القاهرة ❝ ❞ دار عمار ❝ ❞ موقع نصرة رسول الله ❝ ❞ المجمع الأسلامي العلمي ❝ ❞ دار المعمور ❝ ❱.



كتب اخرى في دروس قرآنية

السماء والسماوات في القرآن الكريم PDF

قراءة و تحميل كتاب السماء والسماوات في القرآن الكريم PDF مجانا

فوائد من المجلد الأول من التفسير المحرر الصادر عن مؤسسة الدرر السنية (تفسير سورتي الفاتحة والبقرة) PDF

قراءة و تحميل كتاب فوائد من المجلد الأول من التفسير المحرر الصادر عن مؤسسة الدرر السنية (تفسير سورتي الفاتحة والبقرة) PDF مجانا

الفرحون في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية PDF

قراءة و تحميل كتاب الفرحون في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية PDF مجانا

أمنيات متأخرة PDF

قراءة و تحميل كتاب أمنيات متأخرة PDF مجانا

فقه بناء الإنسان فى القرآن PDF

قراءة و تحميل كتاب فقه بناء الإنسان فى القرآن PDF مجانا

حديث القرآن عن داوود وسليمان عليهما السلام - دراسة موضوعية تحليلية نقدية PDF

قراءة و تحميل كتاب حديث القرآن عن داوود وسليمان عليهما السلام - دراسة موضوعية تحليلية نقدية PDF مجانا

قراءة معاصرة في القرآن وآياته المتشابهات PDF

قراءة و تحميل كتاب قراءة معاصرة في القرآن وآياته المتشابهات PDF مجانا

التشكيل الجمالي في النظم القرآني PDF

قراءة و تحميل كتاب التشكيل الجمالي في النظم القرآني PDF مجانا

عرض كل ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..