حين شعرتُ بِالعجزِ الذي أنهكَ جسدي وأصبحَ ضعيفاً لِلغاية،
كجسدِ مريضِ السّرطان الذي أُنهك ،
وسألتُ نفسي لِمَ لا أحاوِرُ أحدًا ما وأريح ُ ذاتي مِن تساؤلاتِها المؤذيةِ لي؟
وبِالفعلِ وجدتُ الإجابةَ تُحكى بِسلسلة ٍمِن الأحاديثَ بيني وبينَ نون ،
أحاديث تحوي جُلّ ما يُخيفُني في هذا الوقت ، جُلّ تسَاؤلاتي التي لم أجدْ لها أيّ تفسير ٍوجوابٍ ، وبدأتُ بِكتابتِها فكان مُعظمُها يبدأُ بتساؤل وينتهي بتساؤلاتٍ ، ومع ذلك كُنتُ أريح ُجانبي المغرور َوالغاضبَ والعاجِز َكُل ّالعجزِ مِن كلِّ الذي يحدُث ُأمامهُ ولا يستطعُ أن يفعلَ أو يغيِّرَ أيَّ شيءٍ ، فقط يلجأُ لِمُفرداتِ اللُغةِ التي كانت دومًا بِمثابةِ القشّ المُنقذِ لهُ في بحرٍ مِن التساؤلات ، ورُبّما يجدُ أحدُكم نفسهُ في حديثٍ مِن الأحاديثِ التي لطَالما كُنتُ أحذرُ مِن خَوضي في حديثٍ شرسٍ يزيدُني أذىً وتخبطاً ولكِنْ لم أستطعْ ، فكانت تمتلئُ بِمُفرداتٍ عنيفة ٍ وتَصفُ الأشياءَ التي تعايَشْنا معها رَغم رثتَّها وعفَنِها ، وتحكي قتالنا الدائمَ ومرارة َواقعِنا التي لا بُدَّ أن تُسردَ في كُــتبِ التّاريخِ يومًا.
" ومضة "
يشملُ الكتابُ ما قد يَمُرُّ بهِ المرءُ يومًا ما ، فيلجأ لِلبوح لِذاتِه أو لِقريبٍ له
أو رُبما صديقٍ ، وكُلّ تِلك الاحتمالات أدرجتُها تحتَ الشخصيَّة التي أطلقتُ عليها اسم نون , ويُعدُّ نون مُستمِعًا جيّدًا لم يُحصَرْ تحت َجنسٍ مُعيّن ٍ فَرُبما يكونُ ذكراً أو رُبما أُنثى و هُناك مُتحدِّثًا أيضًا تارةً كُنتُ أنا ورُبما مَن يقرأ كانَ أنتَ أو أنتِ . •
" إقتباسات "
1- أردتُ طوق نجاةٍ ، هل مِن المُمكن ِأن تكوني لي ذلكَ الطَّوق؟
أم أنَّ في حدُوثكِ إلحادٌ بأيماني باستحالة ِحدُوثكِ الذي منذُ وُعيتُ وأنا مُدرك ٌلهُ ؟ •
3- أتت كغيمةٍ تحمِلُ معها غيثاً بعد شُحٍّ طويلٍ ، فأنبتَتْ في دواخِلي مرّةً أخرى ،
أتَتْ وأَبدلَتْ ،
أتَتْ ورمّمَتْ ،
أتَتْ وأحيَتْ، أتَتْ و حبَّبتْني في كُلِّ شيءٍ كُنتُ لهُ كارِهاً.